رسالة زياد لم تنتشلنى من افكارى فحسب ولكنها نبهتنى ان العمر لا يقف
وحدك من يمنع الشمس ان تمتد الى ايامى فبت أنسى ان الأيام تمضى
لابد ان انزل حالا قلتها وانا افتح باب سيارتك قبل ان تتحول الإشارة ويأخذنا الطريق مرة أخرى
ودون ان اترك لك مجال للرد ربما ناديتنى ولم اسمعك وربما كنت شاردا فى افكارك ولم تشعر بى كعادتك
عيبك الأكبر يا عزيز انك لا تحترم ذكائى ولك الحق بالطبع فكم كنت غبية لأعوام معك
خيل إليك انى لم ألحظ تغير وجهك عندما استقبل هاتفك رسالة
ما ان نظرت إليها حتى حدثتنى عن عزمك على تغيير رقم هاتفك
ما من شئ ليغير ما بك يا عزيز ما من شئ على الاطلاق
ربما كان توقف سيارتك أمام الإشارة الحمراء إنذار اخير لى حتى لا أكمل هل تكون تلك إشارة القدر يا عزيز
حتما هى كذلك ففقد كانت فرصتى الأخيرة لأستعيد حريتى اريد ان ارى الشمس من جديد
لا اريد لعامى الرابع والعشرين ان يبدأ هو الآخر تحت سماء حبك الملبده بالغيوم
استعمرتنى لأعوام يا عزيز ألم يكفيك ألم يحن الوقت كى استرد كرامتى و حياتى و سنوات عمرى
استقبلتنى هيفاء بقلق شديد لكننى لم انهار كعادتى معك لم ادمع تخيل يا عزيز اخبرتها انى تركتك وعدت بمفردى
وبأن اليوم سأنتهى منك تابعتنى بنظراتها المستفهمه فتوجهت الى غرفتى و بدأت فى ان أكتبك
بعد ان نشرت اول قصة لك و حدثتك حينها لما لا تكتب رواية ولا سيما عنى اجبتنى بما قالته أحلام " إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير و ننتهى من الاشخاص الذين أصبح و جودهم عبئا على حياتنا فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم و إمتلأنا بهواء نظيف " لذا سأكتب روايتى الأولى عنك حتى وان كانت ستكشف كثيرا من اسرارى إلا اننى بعدها سأمتلئ بالهواء النظيف
تخيل زياد ان عدم اتمام زواجنا كان نتاج استشارتى له والحقيقة انى لم ارغب فى الغوض فى تفسيرات اخرى
فقد قررت ألا افتح ذلك الموضوع مع أحد يكفى ان اسرده على الورق
أصبحت مثلك تماما يا عزيز قلب أدماه الحب فاشتدت قسوته ما عاد يعنينى وجودك وما عاد ينشغل فكرى بك
انهى محاضراتى على عجل حتى اعود لأكمل روايتى معك ومضت الايام مسرعه وانتهيت من دراستى
لكنى لم اشعر بلذة حصولى على البكالوريوس فقد صرت لا اتذوق الفرح يا عزيز أحسبنى اصبحت مالحة فلتفخر بذلك
انتهى كل ما يربطنى بالغربة وغدا سأعود الى الرياض هل تتنصل منى الرياض يا عزيز تلك البلد التى لم تحبها يوما البلد التى شهدت هروبك الأعظم خذلانك الاقوى وجرحى الأعمق
لم اشعر الا بيد هيفاء تربت على كتفى وتخبرنى ان زياد ينتظرنى بالخارج ليودعنى
ودعته على عجل متحججه بترتيب اغراضى فطائرتى ستقلع فى السادسة صباحا
كان زياد قد اعتاد على معاملتى تلك خاصة بعد مشاجرته معك ، رغم رقته معى الا ان قسوتى كانت تفوق كلانا خسر زياد يا عزيز
***********
استقبلتنى الرياض بالمطر و تعلم كم أعشق مطر الرياض النادر الحدوث أعتبرته إشارة تنبئ بالخير
ربما كان فى استقبال عائلتى ايضا ما ينبئ بالخير
لكن كل شئ بالبيت كان يشعرنى بالضيق قضيت ما يقرب من الشهرين اتحاشى الخروج من غرفتى
حتى لا اتذكر انك يوما كنت فى بيتى وكنت على شفا خطوة من حلمى بك
أحلامى جميعها ذلتنى يا عزيز فقد مر عامى الخامس والعشرون دون ان اتزوج
فهل ياتى عامى السابع والعشرين بدون امومتى ؟
تعلم يا عزيز روايتى قاربت على الانتهاء ، رغم انى لازلت اتحدث معك
لكن حديثى عن الزواج بغيرك دليل كاف ِ على شفائى منك
**********
تعلمت الا اعاند الاقدار وان ادافع عنها ، وقد كان دافعى عنها مثمرا تلك المره
فقد عاد يونيو هذا العام بإعلان خطبتى الى " عبدالله " صديقك القديم
الواقع يا عزيز انهم لم يروا فينى سوى حبى لك أغرموا بالمجنونة التى أحبتك أكثر مما تستحق
يشبهك عبدالله كثيرا يا عزيز لكنه ما كان خائنا وما جبن للحظة
كان يجاهر بنسائه لكن ما كانت له حبيبه ليخونها ، وعندما اراد الزواج لما يتراجع فى اللحظة الاخيرة
اراد عبدالله ان يتحدث معك فى شأنى لكنك لم تعد من مونتريال منذ عام ونصف
تأكدت حينما اخبرنى ذلك انك قد عدت الى ياسمين
راهنت نفسى ان يتغير عبدالله معى وراهنت على مقولة مى زيادة " كم من حب جاء ثمرة للزواج "
ولم انسى ان استخير الله مرارا حتى تمت الخطبة
*********
وعدتنى هيفاء ان تحضر حفل زواجى كما اتصل بى زياد لتهنئتى على صدور روايتى الأولى
وسألنى بخبث لم اعهده منه من بطل إهدائك ؟
فضحكت و اجبته اهديها الى من انتهيت منهم
تمت
ملحوظة واضحة جدااا
الجزء ده انا اللى كتبته ما قريت الرواية وجزئها التانى ومش عجبتنى النهاية
فقررت اغيرها لإرضاء غرورى الادبى ليس الا