" البعض يا عزيزى لا يدركون الواقع
يعيشون هكذا على حافة الأحلام لا يكترثون كم من العمر مضى ما يشغلهم فقط هو كيفيه مروره
تخطيت التلاثين منذ عامين ربما .. او ثلاثة .. او أكثر أو أقل
فالفتيات بمجرد تجاوزهن الثلاثين يتساوين فى الأعمار خاصة وان كن مثلى وحيدات
اشعر وكأن الجميع سلبنى كافة حقوقى فى السعادة عن عمد لذنب ما كنت لأقترفه يوما
رغم انى إعتدت على وحدتى واصبحت مستمتعة بتفاصيلها الدقيقة
أقف أمامى كل مساء و اربط على كتفى كم أصبحت مرموقة فى عملى محظوظة برفقائى
احاول اقناعى انى افضل بكثير من الكثيرات واحمد الله برضا عما قسمه لى
لكن لأصدقكك القول ما من فتاة قوية كما يبدو فجميعهن ضعيفات وان أظهرن غير ذلك
وان واجهن نظرات المجتمع لهن بمنتهى الصرامة
وان تعففن عن الزواج وعن ضغوط الجميع حتى لا يحافظن على كرامتهن
بالأمس عندما اخبرونى انك تقدمت لخطبتى تبادرت على شفتاى ابتسامة لا ملامح لها
فقد اعتدت كثيرا على سماع ذلك الخبر فلم يعد بالنسبة لى مدعاه للإنبهار
فجميع من تقدم لخطبتى منذ تجاوزت عامى الخامس والعشرين
تراجعوا عندما كنت اخبرهم كم تجاوزت من العمر
حتى ذلك الأخير الذى بلغ الأربعون رفض الزواج من فتاة الثلاثين
وقد علمت انه تزوج من فتاة لم تتجاوز الخامسة والعشرون
الواقع يا عزيزى يفرض علينا التسليم بالأمور وعدم الإنسياق وراء سراب عودة القطار "
فى اليوم التالى لحديثه مع والدها وتحديد موعد لزيارتهم فى المنزل ذهب الى العمل مبتهج
ينتظر رد فعلها الأول بعدما ادركت نواياه فى الزواج منها فأجاته تلك الرسالة على مكتبه
وبعدما قرأها توجه اليها وهى تحاول ان تبدو منهمكة فى عملها وجلس أمامها دون ان يتحدث
حتى التفتت اليه وقبل ان تساله عن شئ بادرها " كان معكِ كل الحق القطار لن يعود لكن بإمكاننا ان نلحق به معا "
لم تجب وحاولت الإنصراف فأستوقفها بكلماته " العمر يا عزيزتى لا يقاس بما سطروه فى شهادات ميلادنا
لكن بما انجزناه فيه والزواج رزق وحده الله من يحدد متى وكيف ..
أحببتك واريد ان اكمل ما تبقى من العمر معك ألا يكفى ؟ "
وكانت ابتسامتها الخجولة هى الرد تركته بعدما اعلن عقلها انها اليوم ستلحق بالقطار